البحث عن استثمار خالٍ من المخاطر يشبه مطاردة السراب في الصحراء – وهم بعيد المنال.
لا يوجد استثمار مضاد للرصاص أو خالي من المخاطر بنسبة 100٪.
يحمل كل استثمار درجة معينة من المخاطرة – بعضها أكثر من البعض الآخر.
والخبر السار هو أن هناك العديد من الخيارات التي تنطوي على درجة منخفضة من المخاطرة، حيث تكون *تقريبًا* خالية من المخاطر.
هذه تسمى “الأوراق المالية ذات الدخل الثابت” ولكن المزيد عن ذلك لاحقًا.
قبل أن نبدأ – ماذا نعني بالمخاطرة؟
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن المخاطرة هي مجرد طريقة خيالية لقول “فرصة ألا تسير الأمور وفقًا للخطة”. في الأساس، هو عدم اليقين بشأن ما إذا كنت ستحصل على العائد الذي تأمل فيه.
ولفهم المخاطر، عليك التفكير في شيئين رئيسيين هما قدرتك على التنبؤ بمبلغ المال الذي ستسترده (الرؤية)، واحتمالية جني هذه الأموال بالفعل.
وإليك الصفقة – كلما زادت المخاطرة التي تتعرض لها، زاد العائد المحتمل.
ولكن الاستثمارات ذات المخاطر المنخفضة أكثر أمانًا بعض الشيء، لكن العوائد ليست كبيرة.
لنفترض أنك تحاول الاختيار بين خيارين، أحدهما هو حساب توفير منخفض المخاطر بسعر فائدة مضمون، لكن العوائد ليست عالية.
والآخر هو الاستثمار في شركة صديقك الناشئة، وهو أمر محفوف بالمخاطر ولكنه قد يدر أرباحًا أكبر بكثير إذا نجح.
الأمر كله يتعلق بإيجاد التوازن بين المخاطر والمكافآت المحتملة، واختيار الأنسب لأهدافك المالية.
ما هي الاستثمارات التي تعتبر خالية من المخاطر؟
هل سمعت من قبل بمصطلح “الأوراق المالية ذات الدخل الثابت”؟
إنها في الأساس معني آخر بأن الاستثمارات توفر مبلغ ثابت من المال، على فترات منتظمة.
فكر في الأمر كإقراض شركة أو حكومة، وفي المقابل، ستدفع لنا مبلغًا محددًا من الفائدة على فترات منتظمة.
وهو ما يجعله مصدر دخل لنا، حيث ستكون في الوقت نفسه وسيلة للحكومات والشركات لتمويل عملياتها ومشاريعها. وهو ما يمثل وضع مربح للجانبين.
هل يعتبر الإقراض نوعًا من الاستثمار؟
هناك طريقتان للاستثمار، هما إما من خلال الملكية أو الإقراض.
ودعنا نضع هذا بطريقة أخرى، تخيل أن صديقك بدأ مطعم بيتزا يحتاج إلى 1000 دولار للبدء.
وتريد مساعدته في جمع هذه الأموال، من خلال الاستثمار .
هناك طريقتين للقيام بذلك:
الخيار الأول – إقراض أموالك: أنت تمنح صديقك قرضًا قيمته 500 دولار لتمويل مشروعه، حيث يوافق على سداده لك في غضون عام بفائدة 20٪ (أي سداد 600 دولار).
وبغض النظر عما إذا كان مطعمه قد حقق نجاحًا كبيرً أو فشل ذريعًا، فسوف يستمر في دفع المبلغ المحدد الذي اتفقت عليه، وهو 600 دولار.
ويشار إلى هذه الطريقة لجمع الأموال باسم “الديون”.
الخيار الثاني – كن شريكًا: تجد صديقًا يريد أن يصبح مالكًا جزئيًا في مشروعك، وقدم لك 500 دولار، مما يعني أنه سيمتلك 50٪ من شركتك.
وإذا نجح المشروع، فلا توجد حدود لمقدار الأموال التي يمكنك جمعها.
ومع ذلك، إذا فشل المشروع فقد يخسر صديقك استثماره بالكامل بسهولة. تكسبون معًا وتخسرون معًا.
ويشار إلى هذه الطريقة لجمع الأموال بمصطلح “حقوق الملكية”.
ليس صديقك فقط هو من يجمع الأموال بهذه الطريقة، فهناك نفس الخيارات التي تستخدمها الشركات والحكومات لجمع الأموال لتمويل مشاريعها.
وبالعودة إلى تعريفنا للمخاطر، يمكنك أن ترى أن الخيار الأول يمنحك رؤية أفضل لمقدار الأموال التي تتوقع الحصول عليها، مما يجعلها أقل خطورة.
ومع ذلك، فإن الخيار الثاني لديه احتمالية أكبر للعائدات، لأنه لم يتم تحديد سقف له.
كيف يمكنني أن أصبح مقرضًا؟
إقراض الحكومة – سندات الخزانة:
سندات الخزانة مثل القروض التي تقدمها الحكومات، لجمع الأموال.
والتي تضمن سداد الأموال التي أقرضتها، بالإضافة إلى بعض الأموال الإضافية (تسمى الفائدة) بعد فترة زمنية معينة.
أذون الخزانة هي قروض قصيرة الأجل للحكومة يجب سدادها، في غضون عام أو أقل (تصدر لمدة 3 أو 6 أو 9 أشهر).
وعادة ما تستخدم هذه القروض لتمويل العجز، حيث يتم بيعها بسعر أرخص من قيمتها في المستقبل.
سندات الخزانة هي قروض طويلة الأجل للحكومة يجب سدادها في أكثر من عام واحد.
وعادة يتم استخدامها لتمويل المشاريع الكبيرة مثل مشروع المونوريل في القاهرة
ويتم دفع مبلغ محدد من المال الإضافي (الفائدة) كل ستة أشهر ويتم بيعها مقابل نفس المبلغ الذي يستحق في المستقبل.
وهذه بمثابة خطة إدخار طويلة الأجل، حيث ستحصل على فائدة مدفوعة بمرور الوقت وتسترد أموالك بعد فترة محددة.
إقراض الشركات – سندات الشركات:
عندما تشتري سندات الشركات، فأنت في الأساس تمنح الشركة المصدرة قرضًا.
وفي المقابل، توافق الشركة على أن تدفع لك مبلغًا محددًا من الفائدة.
ويعرف أيضًا باسم القسيمة، حيث توافق على إعادة استثمارك الأصلي في تاريخ محدد في المستقبل. يمكنك العثور على سندات الشركات المدرجة في مصر هنا.
ومن أجل تقييم احتمالية تخلف الشركة عن سنداتها المستحقة (يعرف أيضًا باسم عدم القدرة على إعادة الدفع).يتم تعيين تصنيف ائتماني للشركات من قبل وكالات التصنيف. وذلك لمساعدة المستثمرين على تحديد مدى خطورة سندات الشركة. ويتم منح هذه التصنيفات للشركات، والحكومات، وهذا من خلال وكالات التصنيف، مثل مؤسسة موديز وفيتش.
إقراض البنوك- شهادات الإيداع:
شهادات الإيداع تشبه حساب التوفير الذي تحصل عليه من البنك.
فأنت تقرض البنك أموالك لفترة زمنية محددة (على سبيل المثال سنة واحدة)، وفي المقابل يعد البنك بدفع مبلغ محدد من الفائدة (يمكن أن يكون شهريًا أو سنويًا).
وعادة ما يكون معدل الفائدة أعلى من حساب التوفير العادي.
وذلك نظرًا لأن البنوك تقدم الشهادات، فإن أموالك تتم مراقبتها جيدًا من قبل البنك المركزي،
مما يجعلها منخفضة المخاطر. حيث أنه مكان آمن للاحتفاظ بأموالك،
ولكن لا يمكنك الوصول للمبلغ الذي يتم إيداعه بسهولة، حتى تنتهي مدة الشهادة، إلا إذا دفعت غرامة.
وهذا يعني أن الشهادات البنكية ليست سائلة للغاية، للمزيد هنا.
كيف يمكنني أن أصبح مالكًا؟
أن تصبح مالكًا – شراء الأسهم في الشركات
إحدى الطرق لتصبح مالكًا هي الاستثمار في الشركات، يكون من خلال شراء الأسهم في البورصة، حيث يمثل السهم ملكية جزئية في الشركة.
ولنفترض إنك اشتريت سهمًا واحدًا في “فوري” مقابل 5 جنيه مصري، فأنت الآن تعد أحد مالكي هذه الشركة.
ويمكن أن ترتفع قيمة استثمارك أو تنخفض اعتمادًا على أداء الشركة.
ملاحظة: هذه ليست الطريقة الوحيدة لتصبح مالكًا، فهناك العديد من الطرق الأخرى، مثل امتلاك العقارات أو بدء نشاطك التجاري الخاص.
كيف تقارن بين تلك الاستثمارات؟
دعنا نلقي نظرة عن كيفية المقارنة بين تلك الاستثمارات، من حيث:

كل نوع من الاستثمار له مستوى مختلف من المخاطر والعائد. إذا كنت تتطلع إلى الاستثمار في الخيار الأقل خطورة ، فإن إقراض الحكومة (المعروف أيضًا باسم سندات الخزانة) هو الأكثر أمانًا. تعلم المزيد عنها هنا.