fbpx

ما هو المال؟

ما هو المال؟

 إذا عُرض عليك أن تختار بين ١ دولار وبين ١٠٠ دولار أيهما تختار؟ سؤال في غاية البساطة، بما أنه من الواضح أن الـ١٠٠ دولار أكثر قيمة من الـ١ دولار، فيمكنك استخدامها لشراء أغراض أكثر بـ ١٠٠ مرة. لكن لماذا؟ في النهاية الـ١ والـ١٠٠ هما مجرد ورق، ما الذي في هذه الأوراق يجعلها مميزة لهذه الدرجة؟

لماذا المال مفيد؟

المال هو وسيلة لتخزين القيمة، مثلما تُخزّن البطارية الطاقة بداخلها، عندما نقوم بتوليد الكهرباء، يمكننا تخزينها داخل بطاريات نستطيع إعادة استخدامها مرة أخرى، وهكذا عندما يتم توليد قيمة اقتصادية، نقوم بتخزين قيمة عملنا داخل الأموال، التي نستطيع تحويلها إلى أياً من البضائع أو الخدمات التي نريدها.

أيضاً يتيح لنا المال أن نقترض (نستلف) ونستثمر للمستقبل. من خلال الاقتراض يمكننا شراء البضائع والخدمات في الوقت الحاضر، بينما تدفع ثمنها لاحقاً. بالاستثمار ننحي جانباً بعضاً من قيمة المال الحالية من أجل خلق قيمة أعلى في المستقبل، المال هو المفتاح الذي يجعل هذه العملية ممكنة.

لماذا يستثمر الناس أموالهم؟

يقوم الناس بشراء وبيع الأشياء عبر تاريخ البشرية، ولكن في الواقع لم يكن المال دائماً وسيلتهم لذلك. فقبل اختراع النقود اعتادوا مقايضة الأشياء التي يحتاجونها. المشكلة أن هذا النظام يعمل فقط عندما يكون طرفي عملية البيع والشراء كلاهما يريد شيئًا موجود عند الآخر، في نفس الوقت.

ولإصلاح هذه المشكلة كان على الناس استخدام النقود. أول “مال” تم اختراعه لم يكن عملة معدنية ولا ورقية، وإنما اتخذ شكل العناصر الثمينة، مثل الأصداف، أو البقول، أو حبوب الكاكاو. هذه العناصر سمحت للناس بمساحة أكبر من الحرية، لأنهم كان بإمكانهم اختيار ماذا ومتى يشترون. ثم بعد ذلك هيأ الناس الذهب والفضة للاستخدام كعملات معدنية، ومؤخراً العملات الورقية، الأمر الذي جعل الشراء والبيع أسهل بكثير.

لماذا المال قيّم؟

في أيامنا هذه لا نستخدم الصدف ولا العملات الذهبية لشراء بضائع أو خدمات ما. لكننا بدلًا من استخدام عناصر ثمينة لذلك، كل ما نحتاجه هو فقط العملات الورقية، أو سجلات الأموال التي يحتفظ بها أحد البنوك. لكن السؤال الأهم، من الذي قرر أعطاء قيمة لهذه الأوراق؟ نحن البشر من فعل ذلك. فعلى عكس المال قديماً، الذي تم صناعته من مواد ثمينة بالفعل، المال اليوم في حد ذاته قيّم، لأنه يستطيع شراء الأشياء. نحن من أعطاه القيمة عن طريق قبولنا لاستبدال البضائع والخدمات به.

حسنًا، المال له قيمة إذًا. لكن كم هو مقدار هذه القيمة بالتحديد؟ قيمة المال تتفاوت من عملة دولة لأخرى، الأمر يعتمد على المقدار الذي تتواجد به هذه العملة، وكذلك طلبات شرائها والاستثمار بها.

عندما تقرر دولة زيادة الإمداد من عُملتها بطبع المزيد من النقود، تنخفض قيمة هذه العملة. وعلى الجانب الآخر قيمة العملة ترتفع عندما يكون هناك العديد من الناس يريدون تحويل أموالهم لهذه العملة، إما لشراء بضائع أو للاستثمار في تلك الدولة.

تختلف قيمة المال أيضًا من سنة لسنة، في عملية تسمى بالتضخم. وتنخفض العملات بمرور الوقت، الأمر الذي يعني أنك تحتاج أموال أكثر لشراء الأشياء نفسها. عندما تُذكر كلمة التضخم في الأخبار فيقصد بذلك الإشارة إلى معدل أسرع من معدل التضخم العادي، لكن المعدل المنخفض من التضخم يعد أمر طبيعي في الاقتصادات النامية.

المال الآن في مقابل المال لاحقًا:

لنفترض أنه يُعرض عليك عرضاً آخر، وهو: هل تقبل ١٠٠ دولار الآن أم ١٠٠ دولار بعد سنة من الآن؟ إن كان حدسك يخبرك أن عليك أخذ المال الآن فأنت لست متسرع، عرض الـ١٠٠ مليار دولار الآن هو بالفعل أكثر قيمة من ذات المبلغ بعد سنة.

كيف هذا ممكنًا؟ الـ١٠٠ دولار هي ١٠٠ دولار، أليس كذلك؟ هناك سببان يوضحان لماذا الـ١٠٠ دولار هي في الواقع تساوي الآن أكثر من أي وقت لاحق، السبب الأول  هو التضخم؛ يقلل التضخم من قوة الشراء للـ١٠٠ دولار، وهذا يعني أن بمقدورها شراء القليل مقارنة بالحاضر. 

لكن التضخم ليس السبب الوحيد الذي يجعل من الضروري أن تقبل المال الآن، السبب الآخر هو أن هذه فرصة لك للاستثمار – المال يكون أكثر قيمة عندما يكون لديك الوقت لاستثمارها وتنميتها. إذا كنت ستقبل المال في خلال زمن لاحق، ربما قد تخسر إمكانية لنماء أموالك خلال الوقت الراهن.

التضخم والقيمة الزمنية للمال كلاهما أسباب تجعلك تريد أخذ قرار  البدء في الاستثمار عاجلًا أكثر من آجلاً. عندما تمارس الاستثمار، تقوم أموالك بالنمو سريعاً كفاية لكي تتجاوز التضخم، وتذكر أنه كلما بدأت أسرع كلما امتلكت وقت أكثر لينمو مالك فيه.

هذه المعلومات للأغراض التعليمية فقط وليست توصية أو دعوة للاستثمار. يمكن أن ترتفع قيمة الاستثمارات وتنخفض وتنطوي على مخاطر. لا تقدم ثاندر توصيات استثمارية ويجب على المستثمرين الأفراد اتخاذ قراراتهم الخاصة بناءً على أبحاثهم أو السعي للحصول على إرشادات مستقلة. ثاندر هو الاسم التجاري لشركة ثاندر للسمسرة في الأوراق المالية المرخصة والمنظمة من قبل هيئة الرقابة المالية (FRA). مسجلة في مصر (برقم 804).