“لا تضع كل البيض في سلة واحدة” هي عبارة اعتدنا سماعها وتنصحنا بأن لا نهلك كل مواردنا في خطة واحدة. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن وظيفة، ستضع كل البيض في سلة الواحدة إذا اخترت أن تكرس كل طاقتك في التقديم على وظيفة واحدة، بدلًا من العديد من الوظائف على سبيل الاحتياط.
في سياقٍ شبيه، أن تضع كل البيض، أو أموالك، في أصلٍ واحد قد يعرضك إلى العديد من المخاطر. احتمالية أن قيمة هذا الأصل ترتفع لأقصى طموحاتك هي نفس احتمالية أن قيمة نفس الأصل تنهار.
ما هو التنويع؟
التنويع هي إحدى استراتيجيات الاستثمار التي تعتمد على تقسيم البيض، أي استثماراتك، على سلات مختلفة. تلك السلات قد تكون في هيئة أصول، شركات، قطاعات أو حتى دول مختلفة. بهذه الطريقة، حتى لو انخفضت قيمة أحد أصولك، لن يتأثر ما تبقى من سلات البيض، في ما يعني أن باقي الأصول في محفظتك الاستثمارية لن تتأثر.
تستطيع أن تجني ثمار تنويع محفظتك الاستثمارية بأفضل صورة عندما تنوعها باستخدام أصول لا تتأثر لنفس الأسباب. علي سبيل المثال، إذا استثمرت في أرض زراعية بالإضافة إلى أسهم في إحدى شركات الأسمدة، فانخفاض الطلب على المنتجات الزراعية قد يؤثر سلبًا على الأصلين، مما يجعل محفظتك الاستثمارية تتأثر مرتين لنفس السبب.
كيف يمكنني أن أُنوِع محفظتي؟
يمكنك تنويع محفظتك الاستثمارية بمختلف الطرق للحد من مخاطر مختلفة. دعنا نرى بعض من الطرق المختلفة للتنويع:
التنويع عن طريق فئات الأصول المختلفة
إن كان وضع البيض فقط في سلاتك يعرضك لمخاطر، فيمكنك أن تضع تفاح أو موز أو برتقال في بعضٍ منهم حتى تقلل من تأثير تلك المخاطر. اعتبر الفواكه المختلفة كأنها فئات الأصول المختلفة في محفظتك الاستثمارية. إذا قررت الاستثمار في أصول مختلفة، حتى لو انهار سوق الأسهم بأكمله ستتأثر محفظتك جزئيًا فقط. ها هي بعض الأمثلة لفئات الأصول التي يمكنك أن تستثمر فيها:
- الأسهم – وهي حصص يمكنك شرائها في شركات مساهمة عامة
- السندات – وهي ضمانات مبنية على الدين تصدرها الحكومات والشركات
- النقد وما يماثله – مثل الشهادات الإيداع وأذون الخزانة
- الأصول الملموسة – مثل العقارات والذهب واللوحات
- العملات الرقمية – مثل البيتكوين و إيثيريوم وتيثير

وفي نطاق كل فئة من الأصول، يمكنك أن تنوع استثماراتك بها. على سبيل المثال، ها هي بعض من طرق التنويع في نطاق الأسهم:
التنويع عن طريق الشركات المختلفة
هذه الطريقة هي مثال واضح لعبارة “أن لا تضع كل البيض في سلة واحدة.” اعتبر السلات المختلفة كالشركات المختلفة التي يمكنك الاستثمار فيها. حتى لو انخفضت قيمة أسهم إحدى الشركات في محفظتك، من الممكن أن تعوضك الأسهم التي تمتلكها في الشركات الأخرى بالعائد الذي تبغاه. إحدى الطرق التي قد تستغلها لتستثمر في سلة من أسهم الشركات المختلفة هي صناديق الاستثمار.
التنويع عن طريق قطاعات مختلفة
ماذا لو توقف الناس عن شراء البيض الأبيض، وبدأوا يطلبوا البيض الأحمر فقط؟ اعتبر هنا أن أنواع البيض المختلفة هي القطاعات المختلفة من الشركات. بعض من القطاعات قد تواجه صدمات بسبب تغيير في القوانين، أو مجرد تغيير في ما يفضله المستهلكون. الاستثمار في شركات من قطاعات مختلفة، أي أن تملأ سلاتك بالبيض الأحمر والأبيض، سيقلل من تأثير انخفاض قيمة البيض الأبيض على محفظتك الاستثمارية.
هل هناك عواقب للتنويع؟
كما يحميك التنويع من مخاطر انخفاض قيمة الأصول التي تمتلكها، فهو يقلل من العائد الذي تجنيه من زيادة قيمة أصل إذا استثمرت في ذلك الأصل وحده. ليس هناك استراتيجية استثمارية خالية من العواقب، هي فقط مسألة توازن بين المخاطر والعوائد. التنويع يقلل من تأثير المخاطر بشكلِ ملحوظ، ولكنه أيضًا يخفف من العوائد القادمة من الأصول الواحدة.
هل التنويع استراتيجية سديدة؟
بعد أخذ تلك العواقب في الاعتبار، مع الفوائد الواضحة لتنويع محفظتك الاستثمارية، يتضح أن التنويع استراتيجية أساسية وبإمكانك استخدامها للدرجة التي تناسب الموازنة بين المخاطر والعوائد التي تريدها في محفظتك.